فمن عصى الله تقول مؤمن فاسق مؤمن عاصى مؤمن ظالم أما أن تقول مؤمن هذا لا ينصرف إلا من فعل الواجبات وترك المحرمات أما هذا يخوض فى الموبقات لا بد من أن تقيد إيمانه بما يشعر نقصان الإيمان فيه لأن هذا اللفظ إذا أُطلق ينصرف إلى الصورة الكاملة كما حقق ذلك أئمتنا قاطبة
انظروا مثلا كلام شيخ الإسلام الإمام النووى فى تقرير هذا فى شرحه لصحيح مسلم فى أول كتاب الإيمان إخوتى الكرام ما حددت الصفحة فى أول كتاب الإيمان قرر هذا الأمر أول حديث فى كتاب الإيمان قرر ما يتعلق بهذا الأمر وأن الإنسان إذا فعل معصية لا يطلق عليه لفظ الإيمان إلا بقيد ويجوز أن تصفه بالكفر على تأويلات ستأتينا أنك تريد كفر دون كفر تريد كفر النعمة لا كفر المُنعم شابه الكفار وما شابه هذا كما سيذكر شيخ الإسلام النووى يجوز أن تنفى الإيمان عنه لأنه ما وجد فيه الإيمان الكامل يجوز أن تلحقه بالجاهلية
لعلنا هذه الأمور الثلاثة ننتهى منها لنشرع بعد ذلك فى الموعظة الآتية فى الخصلة فى الحالة الثالثة التى إذا انحرف الإنسان فيها عن شرع الله يكفر
ثبت فى المسند والكتب الستة وغير ذلك من دواوين السنة عن سيدنا أبى هريرة رضى الله عنه وأرضاه والحديث فى المسند وصحيح البخارى وسنن النسائى ورواه الإمام عبد ارزاق فى مصنفه والإمام البزار ى مسنده والطبرانى فى معجمه الكبير والخطيب فى تاريخ بغداد عن سيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين فهو من رواية صحابيين باللفظ الذى سأذكره عن سيدنا أبى هريرة وعبد الله بن عباس رضى الله عنهم أجمعين أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)
فنفى عنه اسم الإيمان لعدم وجود الصورة الكاملة فيه لأنه وقع فى شىء من الفسوق والغفلة
حديث ثان يصفه بالكفر إذا فعل ما يفسقه ما يوزره ما يؤثمه