يقول يا عبد الله كل بنى آدم خطَّاء غلبتنى نفسى وأرجو رحمة ربى لعل الله يتوب علىَّ لعل الله يغفر لى إذا لم تكن رحمة ومغفرته للعاصى لمن ستكون من هذا الكلام لم يستحل ما حرم الله عز وجل لكن تعمد المعصية وفى الحالتين السابقتين ما تعمد المعصية إما على جهل وإما كما قلت فى غير محل التأويل هو لا يريد المعصية لكنه عاص لأن الشارع ما عذره وهنا كما قلت تعمد المعصية هو فى هذه الأحوال الثلاثة فى كلها كما قلت عاص موزور
هذا إخوتى الكرام الذى يقع فى المعصية وهو يعلم أنه عاص لا شك كما قلت آثم عاص لله عزوجل هو يعلم أنه عاص
وأمثلة هذا كثيرة مثلا الرشوة التى انتشرت فى هذه الأيام رشوة فالقاضى يريد رشوة الحاكم يريد رشوة والموظف يريد رشوة المسؤول يريد رشوة المُبطِل عندما يقدم بعد ذلك بقضية باطلة يغرى المسؤول ليقضى له بالباطل يعطيه رشوة كل منهما يعلم أن هذا حرام من استحل الرشوة فقد كفر هذا لا شك فيه وإذا لم يستحل فكما قلت آثم عاص لله يعنى استعجل الحياة الدنيا وآثرها على الآخرة الباقية
استمع مثلا إلى عقوبة الراشى والمرتشى وكل منهما يعلم أنه عاص لله عز وجل
ثبت فى مسند الإمام أحمد والحديث فى السنن الأربعة إلا سنن النسائى ورواه الحاكم فى المستدرك والبيهقى فى السنن الكبرى والإمام أبو داود الطيالسى فى مسنده من رواية سيدنا عبد الله بن عمر والحديث رواه الإمام أحمد فى المسند والترمذى فى السنن وابن حبان فى صحيحه والحاكم فى مستدركه والخطيب فى تاريخ بغداد من رواية سيدنا أبى هريرة رضي الله عنهم أجمعين ولفظ الحديث عن نبينا الأمين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه والحديثان صحيحان حديث عبد الله بن عمرو وحديث سيدنا أبى هريرة رضي الله عنهم أجمعين أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال:
(الراشى والمرتشى فى النار)
كما تقدم معنا أيضا من قضى على جهل فهو فى النار الراشى والمرتشى فى النار