اللحية كما قلت البحث فيها ليس من مجال التأويل وليس كما قلت غرضى أن أبحث الآن فى أدلة وجوبها وهيئتها, عقوبة حالقها إن كان فى الدنيا وإن كان فى الآخرة هذا ليس كما قلت من غرضنا إنما من باب التمثيل ومن جاء واجتهد فى هذه المسألة وإن لم يقصد المعصية فقد عصى شاء أم أبى لأن هذه المسألة ليست من مسائل التأويل هذه قطعية فلا دخل فيها لعقل أحد من الناس

إخوتى الكرتم حقيقة كما قلت أنها من الفطرة وقد كان قوم سيدنا الأحنف بن قيس وهو من المخضرمين وما رأى نبينا الأمين على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه وتوفى سنة سبع وستين وقيل سنة اثنتين وسبعين وحديثه فى الكتب الستة وهو من أمراء جيوش سيدنا على رضي الله عنهم أجمعين انظروا ترجمته الطيبة فى السير فى الجزء الرابع صفحة ست وثمانين هو أحد من يُضرب بحلمه وسؤدده المثل وهو الذى يقول الكلمة المأثورة المحكمة:

عجبت لمن يجرى فى مجرى البول مرتين ثم يتكبر

خرج من أبيه ثم خرج من أمه يا عبد الله بعد ذلك تتكبر خرجت من مجرى البول مرتين وبعد ذلك تتكبر اعرف قدرك هذا الحليم الرزين الذى حلمه يعنى أثبت من الجبال الرواسى لم يكن له لحية كان كوسجا وسمى بالأحنف واسمه الضحاك لأنه فى ساقيه, فى رجليه حنف, ميل وتقوس إلى الداخل ولذلك كانت أمه عندما تلاعبه فى صغره تقول

والله لولا حنف برجله وقلة أخشى عليه من نسله ما كان فى صبيان كل47:56

من قلة نسله قال كان له خصية واحدة رضى الله عنه وأرضاه الأحنف بن قيس وحنف فى رجليه تقول لولا هذا قلة أخشاها فى نسله أخشى ألا ينجب كما ينجب من له خصيتان وهذا لا يضر فى الإنجاب على الإطلاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015