كنت ذكرت إخوتى الكرام أن الإمام البخارى بدأ بحديث إنما الأعمال بالنيات فى كتاب الوحى وختمه بحديث سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فى قصة يعنى وفد أبى سفيان عندما كانوا فى بلاد الشام وسألهم هرقل فكأنه يشير كما تقدم معنا إلى أنه إذا كان فى قلب هرقل إيمان سينفعه فى يوم من الأيام والعلم عند ذى الجلال والإكرام كما وضح ذلك الحافظ فى الفتح رضي الله عنهم أجمعين

إخوتى الكرام كما قلت هذه الحالة الأولى من الحالات الثلاث لمن ينحرف عن حكم الله عز وجل ينحرف لا يقوم بحكم الله لا يلتزم به لأنه كما قلت معذور ما وجه العذر؟

متأول أخطأ فيما فيه مجال للتأويل جهل ولم كما قلت يعرض ولم يقصر أما أنه هو بين المسلمين ويكفر برب العالمين ويطلق زوجته ولا يصلى ولا يعرف الوضوء ولا ولا ثم تقول لى أنا جاهل ولا يتقن قراءة الفاتحة يا عبد الله لمَ لا تتعلم؟ أنت معرض لست بجاهل واضح هذا ,هذا لا بد من تمييز هذه الحالة عن الحالة التى تقابلها

فإذن جهل كما قلت من غير إعراض ومن غير تقصير آية نزلت وفهموها على حسب لسانهم ولم ينزل من الفجر حقيقة لهم عذر

أما يأتينا إنسان كما قلت فى هذه الأيام يفهم كلام الرحمن على حسب هواه وهذيانه ويقول أنا معذور جهلت, يا عبد الله لا يحق لك هذا

والحالة الثالثة كما قلت أن يكون مُضطرا مُكرها مُلجأ إلى فعل المخالفة فالقلم مرفوع عنه رفع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه

الحالة الثانية إخوتى الكرام حالة كما تقدم معنا يأثم فيها الإنسان لكن لا يكفر بالله عز وجل عليه وزر وعمله فسق لكن لا يصل إلى الكفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015