فلما رأى حاله صلابته قال هل لك أن تقبل رأسى وأن أعفو عنك وأطلق سراحك قال بشرط هذا من باب الإكراه وحصول مصلحة قال بشرط أن تطلق أسرى المسلمين لا يبقى أسير عندك وأقبل رأسك النجس ماذا نعمل هذا شرط ما يبقى أسير إلا تطلقه
قال لك ذلك فقام عبد الله بن حذافة وقبل رأس طاغية الروم فأطلق أسرى المسلمين وكان ثلاثمائة وأعطاه ثلاثين ألف دينار وثلاثين وصيفة ,عبدة وثلاثين وصيفة وأعاده قال ارجع إلى بلادك سالما آمنا فلما وصل إلى سيدنا عمر وأخبره الخبر قال حق على كل مسلم أن يقبل رأس عبد الله بن حذافة وأنا أول من يفعل ذلك فقام وقبل رأسه رضي الله عنهم أجمعين
هنا إخوتى الكرام حقيقة هذا الفعل فعله من باب الاضطرار إخراج أسرى المسلمين وهو ما فعل هذا حتى لمصلحته ولذلك يعنى مصلحته مضمونة قال لا, إن تخرج الأسرى فعلت وإلا يعنى القتل أيسر علىَّ من هذا حقيقة هذا كما قلت يعنى من باب الاضطرار لتحصيل هذه المصلحة إنقاذ عباد الله فكما قلت مصلحة شرعية فعلها
الإمام الذهبى علق على هذا كما ذكرت سابقا قال لعل طاغية الروم كان يضمر الإيمان فى قلبه لعل ولا يستطيع أن يظهره على لسانه وجوارحه ولذلك يعنى فعل ما فعل من أجل أن يجد مبررا لإكرام عبد الله بن حذافة فأكرمه وأعاده وأطلق الأسرى بسببه ولو فعل هذا يعنى دون هذه القصة لقاتله قومه وكشفوا إيمانه
ثم قال ولعل هرقل أيضا كان يضمر الإيمان يعنى فى قلبه العلم عند الله جل وعلا
وعلى كل حال يقول الإمام الذهبى إذا كان فى يعنى قلب هذا الطاغية وقلب هرقل إيمان حقيقى قد ينفعه فى يوم من الأيام عند ذى الجلال والإكرام وإما إذا لم يكن هناك إيمان إنما فعل ما فعل فقط من أجل تعظيم رسول الإسلام وأنه رسول لكن للعرب لا إليهم ولم يؤمن به على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فهذا لا ينفعه مهما عمل والعلم عند الله جل وعلا