يعنى هذا البدن وهذا الرجل إذا اشتكى عينه يشتكى كله وإذا اشتكى رأسه يشتكى كله جميع الأعضاء تتألم ويشعر الإنسان بالتنغيص والشدة والكرب عندما يقع ضر على عضو من أعضائه فاليد إذا ضُربت يسرى الألم إلى سائر ذرات البدن ويتألم الإنسان وهكذا الصداع عندما يضرب فى رأس الإنسان يتألم جميع بدن الإنسان وهذا حال أهل الإيمان حالهم كالرجل الواحد كالجسد الواحد يشد بعضه بعضا ويألم بعضه لبعض

وهذا الحديث إخوتى الكرام كما قلت إنه من رواية النعمان بن بشير وأبى موسى الأشعرى رضى الله عنهم أجمعين رُوى أيضا من رواية سهل بن سعد رضى الله عنهم أجمعين فى مسند الإمام أحمد بسند رجاله رجال الصحيح ورواه الإمام الطبرانى فى معجمه الكبير والأوسط كما فى المجمع فى الجزء الثامن صفحة سبع وثمانين ومائة وانظروه فى الحلية أيضا فى الجزء الثامن صفحة تسعين ومائة ولفظ حديث سيدنا سهل بن سعد رضي الله عنه وأرضاه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال

(إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن من أهل الأيمان كما يألم الجسد لما فى الرأس)

وهذه رواية ثالثة

وهناك رواية رابعة رواها الطبرانى فى معجمه الكبير عن بشير بن سعد الصحابى رضي الله عنه وأرضاه انظروا الحديث فى المجمع فى المكان المشار إليه وذكره الحافظ فى الإصابة فى ترجمة بشير بن سعد فى الجزء الأول صفحة ثمان وخمسين ومائة

ولفظ حديث سيدنا بشير بن سعد رضي الله عنه وأرضاه عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال

(منزلة المؤمن من المؤمن كمنزلة الرأس من الجسد متى ما اشتكى الجسد اشتكى له الرأس ومتى ما اشتكى الرأس اشتكى سائر الجسد)

والرويات الأربعة إخوتى الكرام كلها صحيحة ثابتة إلا الرواية الأخيرة وفى إسنادها والد سيدنا على المدينى ووالده عبد الله أوليس كذلك ابن جعفر بن نجيح خَرَّج له الإمام الترمذى فى سننه وهكذا الإمام ابن ماجة القزوينى فى سننه لكنه ضعيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015