هذا لا يوجد إخوتى الكرام فى نظام من الأنظمة الوضيعة والوضعية كما سأشير إلى ذلك نعم إخوتى الكرام انصاف لجميع المخلوقات ولا تحيز ولا محاباة حتى عندما نعامل الكفار أمرنا العزيز القهار مع أنهم كفار نعاملهم ينبغى أن نعدل بينهم ولا يجوز أن يحملنا بُغضنا لهم على ظلمهم والاعتداء عليهم استمع إلى قول الله جل وعلا فى سورة المائدة {ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب} [المائدة/2]
وهى الآية الثانية من سورة المائدة ثم قال بعد ذلك فى الآية الثامنة أيضا
{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} [المائدة/8]
(ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا) هم بدؤكم بالظلم والعدوان لكن أنتم عاملوهم بما أوجب الرحمن فلا داعى للتشفى ولا للانتقام العدل لا بد منه مع أنهم هم ظلموا, أنت عامل بالعدل حسب ما تأمر شريعة الله المطهرة
(ولا يجرمنكم شنآن قوم) يجرمنك يحملنكم ولا يحملنكم الشنآن البغض بغض قوم على أن لا تعدلوا (اعدلوا هو أقرب للتقوى)
ولو احتكم عندنا اثنان كافر ومسلم فى قضية من القضايا والحق للكافر نحكم له وليس عندنا كما عند الفرق الزائغة أننا نشهد لمن هو من حزبنا وجماعتنا شهادة الزور لا ثم لا ومن فعل ذلك فهو فى النار
(ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون)
استمعوا لهذه القصة التى قضى فيها سيدنا أبو حنيفة رضي الله عنه وأرضاه وانظروا لسعة أفقه وسعة صدره والنظر إلى الأحكام الشرعية حسب ما يرضى رب البرية لا حسب العواطف الإنسانية