يقول كان علم الفقه يطلق على هذه المعانى فغيره بعد ذلك المتأخرون إلى مباحث الطهارة وما يتعلق بالحيض والنفاس والنكاح والطلاق والمبايعات وغير ذلك فقال هذا مما بُدل وغُير فعلم الفقه يراد منه فى الأصل علم طرق الآخرة وكيف تعلق الإنسان بربه سبحانه وتعالى وهذا الذى قاله إخوتى الكرام الإمام الغزالى ومن تبعه لا بد كما قلت من النظر يعنى فيه نظرا دقيقا
أما قوله إن علم التوحيد تغير حقيقة إلى مباحث كلامية فهو مصيب فى ذلك عند المتأخرين والمتكملين وكيف غيروا مباحث توحيد رب العالمين إلى جوهر وعرض وغير ذلك من اصطلاحات فارغة
وهكذا علم الحكمة غُير إلى كما يقول علم طب وإلى المنجم يقال عنه حكيم وإلى المشعوذ هذا أيضا ما لنا وله يعنى أيضا الاعتراض فى محله وهكذا لفظ العلم حُول إلى المناظرة والجدال الأمر فى محله
وهكذا كما قلت لفظ الموعظة والتذكير هذا العلم حُول إلى قصص فارغة الاعتراض فى محله
أما أن علم الفقه حُول على حسب رأى الإمام الغزالى ومن وافقه يعنى من أمور تتعلق بالآخرة إلى هذه المباحث الفقهية وهى العبادات والمعاملات والحدود والعقوبات وقال بعد ذلك يعنى دراسة هذه الأشياء قد تقسى القلب هذا كلام الإمام الغزالى فى الإحياء يغفر الله لنا وله
إخوتى الكرام حقيقة كما قلت لا بد من النظر فى كلامه
أما ما ذكره من أن أمور الآخرة ينبغى أن يعتنى بها الإنسان وكان الفقه يطلق عليها فنقول هذا ما كان فى أئمتنا رضوان الله عليهم أجمعين وسيأتينا عند تراجمهم أن قلوبهم كانت معلقة بالله جل وعلا فى جميع أحوالهم وكانت رؤيتهم تذكر بالله جل وعلا ومجالسهم فيها هذه المباحث وفيها الخشية من الله سبحانه وتعالى فيها هذا وفيها هذا
القول بأن الفقه تغير إلى هذه المباحث فقط
الأمر ليس كذلك هذه المباحث تكسب الخشية من الله عز وجل وكانت خشية الله تصحب هذه المباحث عند أئمتنا كما قلت ومدارستهم ومجالسهم كلها خشية لله عز وجل,