قال هذه الأمور بُدلت حقائقها وأُطلقت هذه الأسماء على غير مسمياتها فمثلا يقول كان اسم العلم كان يطلق على العلم بآيات الله جل وعلا فصار بعد ذلك يطلق على ما هو أعم من ذلك من تعلم شيئا ولو مما يتعلق بأمور المجادلة لا يقال إنه عالم فصار يطلق على المناظرة والمجادلة اسم العلم قال وما كان سلفنا يعرفون هذا
وهكذا علم التوحيد يقول هذا العلم كان فى الأصل عند سلفنا يراد منه العلم الذى يربط القلب بالرب سبحانه وتعالى بحيث يتوكل الإنسان على الله وينيب إليه فى جميع أحواله ويبقى متعلقا به وضوعوه بعد ذلك لمباحث الكلامية والمناظرات العقيمة التى جرت بين المتكلمين اللفظ الثالث علم التذكر والموعظة يقول كان هذا لترقيق القلوب ولِسَوْق الناس إلى الآخرة ولتزهيدهم فى الدنيا الفانية وضع بعد ذلك الناس علم التذكير وأرادوا منه القصص والتسلية وبعضهم اشتق فملأ المواعظ بالشطحات والدعاوى الفارغة
والأمر الرابع الذى بدل أيضا يقول علم الحكمة يراد منه علم الحق والعمل به يقول وضع الناس بعد ذلك هذا اللفظ على الطبيب وعلى المنجم وعلى الشاعر ولا أريد أن أدخل فى مناقشة هذه الأسماء وفى الاصطلاحات التى صارت يعنى كما يقال تستعمل لها على حسب كلام الإمام الغزالى ومن تبعه عليهم جميعا رحمة الله ورضوانه
إنما الذى يهمنى الآن علم الفقه يقول علم الفقه كان يبحث فى طريق الآخرة ودقائق آفات النفوس وفى مفسدات الأعمال وفى بيان حقارة الدنيا وفى وجوب التطلع إلى الآخرة وفى استيلاء الخوف على القلب بحيث يتعلق الإنسان بالرب سبحانه وتعالى