فى الزمن القديم بدءا من سيدنا أبى حنيفة ومن بعده من الفقهاء الذين تخصصوا كما قلت فى أمور الفقه وتبعتهم هذه الأمة المباركة المرحومة وكما قلت يعظون بلحظهم وبلفظهم رضوان الله عليهم أجمعين وإذا الواحد منهم خرج أحيانا عن قانون الأخلاق الإسلامية والآداب الشرعية وعظوه أبلغ موعظة وزجروه أبلغ زجر
استمع مثلا لما جرى فى حلقة سيدنا أبى حنيفة رضى الله عنه وأرضاه من مثال وكما قلت ما يتعلق بأحواله وأحوال الأئمة الأبرار فيأتينا بيان هذا إن شاء الله عند تراجم أئمتنا بعون الله وتوفيقه
كان من تلاميذ سيدنا أبى حنيفة رضوان الله عليهم أجمعين داود ابن نُصير الطائى أبو سليمان توفى سنة اثنتين وستين ومائة بعد سيدنا أبى حنيفة باثنتين عشرة سنة على حسب رأى الإمام الذهبى والإمام ابن حجر يقول توفى سنة ستين أوخمس وستين بعد المائة كما فى التقريب وقد خرَّج حديثه الإمام النسائى فى السن وقال عنه الحافظ فى التقريب ثقة فقيه زاهد وهو من الفقهاء الربانيين رضوان الله عليهم أجمعين وتعلم وتتلمذ على سيدنا أبى حنيفة فى مجلسه كما يجرى أحيانا من حال الطلاب عندما يتعلمون جرى بينه وبين من بجواره محادثة فأشار بيده إليه كأنه يلَوِّح يعنى يريد أن يهدده
فقال له الإمام أبو جنيفة رضى الله عنه وأرضاه يا داود طال لسانك وطالت يدك أين خشيتك من ربك يا داود لسانك طال تتكلم وبعدها تلوح بيدك أين الخشية من الله عز وجل وأنت فى مجلس الفقه
هذا الكلام أثَّر فى نفس هذا الإمام الهمام الذى صار من كبار أئمة الإسلام رضوان الله عليهم أجمعين وكانت الكلمة الواحدة تحيى الفئام من الناس من أفواه أئمتنا رضوان الله عليهم أجمعين قال طالت يدك أين خشيتك من ربك