يقول شيخ الإسلام الإمام العراقى أما الذى أرسله الصحابى فحكمه الوصل على الصواب
فأكثر روايات سيدنا عبد الله ابن عباس مرسلة عن نبينا عليه الصلاة والسلام بينه وبينه واسطة وأخذها من سيدنا أبى بكر أو عمر أو عن غيره من الصحابة رضى الله عنهم أجمعين كما سيأتينا فى طلبه للعلم وجده واجتهاده فى تحصيله لكن ما كان يصرح ما يقول حدثنى أبو بكر رضي الله عنه ولا حدثنى عمر ولا حدثنى أبو هريرة يضيف الحديث إلى النبى عليه الصلاة والسلام قال رسول الله عليه الصلاة والسلام عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا حرج فى ذلك من باب اختصار الإسناد والصحابة كلهم عدول ثقات ولا داعى للتطويل وهو رَأَى النبى الجليل على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه مرسل لكن كما قلت مرسل الصحابى حكمه الوصل والاتصال أما الذى أرسله الصحابى فحكمه الوصل على الصواب
عند بحث المرسل يقول مراسيل الصحابة تقبل فابن عباس رضى الله عنهما غاية ما رواه مما سمعه أربعة أحداديث والباقى لم يسمعها وهى مقبولة ويحتج بها عند جميع أهل الإسلام
وفى كل من العبارتين عبارة الإمام ابن القيم وما هو أشد منها عبارة الإمام الغزالى يغفر الله لنا ولهم أجمعين يعنى شىء كما يقال من التقصير نحو هذا الصحابى الجليل رضى الله عنه وأرضاه فالذى سمعه أكثر من ذلك لذلك استغرب الإمام السخاوى فى فتح المغيث فى الجزء الأول صفحة سبع وأربعين ومائة كلام هذين الإمامين المباركين إن كان كلام الإمام الغزالى أو كلام الإمام ابن القيم عليهم جميعا رحمة الله ونقل عن شيخه الحافظ ابن حجر عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا أنه أحصى الأحاديث الصحيحة والحسنة التى ثبتت عن سيدنا عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما وصرح فيها بالسماع من نبينا خانم الأنبياء على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه فبلغت أربعين حديثا هذا ما صرح فيه بالسماع