ولذلك يقول أئمتنا فى مثل هذا اختلفت عباراتهم لاختلاف اعتباراتهم فمن أراد بالتفسير بالرأى الهوى والتشهى قال إنه حرام
ومن أراد بالتفسير بالرأى المنضبط الموافق لنصوص الشرع وقواعد اللغة قال إنه حلال
اختلفت العبارات لاختلاف الاعتبارات هذا يقول حلال وهذا يقول حرام هذا يلحظ ملحظا وهذا يلحظ ملحظا فانتبه لهذا
هذا كقول الله جل وعلا فى سورة آل عمران {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب} [آل عمران/7]
(وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)
لفظ الراسخون الجملة مبتدأة والواو استئنافية أو عاطفة على لفظ الجلالة الأمران معتبران على حسب ملاحظة معنى التأويل
فمن أراد بالتأويل التفسير قال الراسخون يعلمون التفسير كما يعلمه الله الجليل وهذا ما قاله سيدنا مجاهد رضى الله عنه وأرضاه قال أنا ممن يعلم تأيل المتشابه
ما المراد بالتأويل المعنى الظاهرى تفسير حسب ما تحتمله لغة العرب ولا يوجد بفظ فى القرآن إلا وله معنى حسب لغة العرب
ومن أراد بالتأويل الحقيقة التى يأول إليها الشىء قال هذا استأثر الله بعلمه فمعنى الساعة نعرفه ووقتها نجهله معنى ما يكون فى الآخرة من نعيم وعذاب أليم نعرفه رمان وفاكهة وما شاكل هذا معروف وهنا سلاسل وأغلال معروف لكن الحقيقة لا يعرفها إلا الله جل وعلا
فمن أراد كما قلت بالتأويل التفسير الظاهرى قال الراسخون يعلمون كما يعلم الحى القيوم
ومن قال إن المراد بالتأويل الحقيقة التى يأول إليها ذلك المتشابه قال هذا لا يعلمه إلا الله
وهنا كذلك إخوتى الكرام التفسير بالرأى جائز بهذه الشروط يوافق نصوص الشرع وقواعد اللغة