مناسبات متعددة كأن رسول الله عليه الصلاة والسلام يلح على الله فى أن يحقق الله رجاءه ودعاءه فى ابن عمه لينال درجة فقيه هذه الأمة ولا شك هو يعنى فى مقدمة فقهاء الصحابة وأفقههم رضى الله عنهم وأرضاهم
وسيأتيكم كان سيدنا عمر ثانى الخلفاء الراشدين رضى الله عنه يرجع إلى رأيه ويترك رأى البدريين رضى الله عنهم أجمعين كما ستسمعون فإذاً اللهم فقهه فى الدين هذه الدعوة لن تتخلف هو فقيه الصحابة وهو مفسر الصحابة كما سيأتينا ترجمان القرآن وهو بحر هذه الأمة وحبرها وعالمها رضى الله عنه وأرضاه اللهم فقهه فى الدين
قال الإمام ابن عبد البر فى كتابه الاستيعاب فى معرفة الأصحاب عليهم رضوان الكريم الوهاب وانظروا الكتاب فى الجزء الثانى صفحة ثلاث وخمسين وثلاثمائة على هامش الإصابة للحافظ ابن حجر قال الإمام ابن عبد البر رُوى من وجوه متصلة عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب
وفى رواية اللهم فقهه فى الدين
وفى رواية اللهم آته الحكمة
ثم سرد الروايات التى ذكرتها قال الإمام ابن عبد البر وكلها أحاديث صحيحة وكلها أحاديث صحاح كما تقدم معنا الحديث فى الصحيحين وفى المستدرك بالزيادات وصححه وأقره عليه الذهبى وفى غير ذلك من دوايين السنة
وهذه الدعوة إخوتى الكرام التى دعا بها نبينا عليه الصلاة والسلام لابن عمه عبد الله ابن عباس رضى الله عنهما تبين لنا مكانة الفقه ورتبته كما تبين لنا شأن التأويل ودرجته