فقد ثبت فى الصحيح قصة صاحب جريج وثبت أيضا لغيره ليس هذا ببعيد وما ذلك على الله بعزيز لكن الحديث كما قلت فى إسناده ضعف مروى فى دلائل النبوة للإمام البيهقى وفى غير ذلك من الكتب كما ذكرت إسناده ضعيف وقال عنه الإمام ابن كثير غريب جدا وليس هذا مما ينكر عقلا ولا شرعا
وعليه صار معنا عشرة أفراد كلهم تكلموا فى المهد جمعهم الحافظ ابن حجر أيضا فى الفتح كما قلت فى الجزء السادس صفحة ثمانين وأربعمائة إن شئتم إخوتى الكرام يعنى أن تنظروا كلامه فى ذلك فى قرابة صفحتين حول هذه المسألة
الشاهد إخوتى الكرام معنا من الحديث الذى ذكرته العبد الصالح جريج عابد مجتهد لكن ما عنده فقه
روى الحسن ابن سفيان فى مسنده كما فى الفتح فى الجزء الثانى صفحة ثمان وسبعين عن يزيد ابن حوشب عن أبيه وأبوه صحابى حوشب لكن يزيد مجهول كما قال الحافظ فى الفتح عن يزيد ابن حوشب عن أبيه عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال
(لو كان جريج عالما لعلم أن إجابته لأمه أولى من عبادته لربه عز وجل)
والأثر كما قلت رواه الحسن ابن سفيان فى مسنده من طريق يزيد ابن حوشب ورواه الحكيم الترمذى فى نوابغ الأصول أيضا
وحديث جريج بوَّب عليه الإمام البخارى فى صحيحه فى كتاب الصلاة كما رواه فى كتاب أحاديث الأنبياء فى الجزء السادس من شرح الحافظ ابن حجر ورواه فى كتاب الصلاة فى الجزء الثانى صفحة ثمان وسبعين انظروا لهذه الترجمة ولهذا الإستنباط قال باب إذا دعت الأم ولدها فى الصلاة يعنى ما الحكم ثم أورد حديث جريج يستنبط منه أنه يجب عليه أن يجيب لأن جريجا لو ما وقع فى زلة وما أخطأ فى فعله لما أثر فيه دعاء أمه لكن هذا بسبب تقصيره دعت عليه فاستحق أن يرى وجوه المياميس فرأى وجوههن