الْحَكِيمُ " لقيام الأدلة، والاستشهاد بما ذكر على كمال عزته، وتمام حكمته، لأن خلق الأشياء المذكورة، على تلك الشاكلة والصورة، يدل دلالة واضحة على كامل غزته وبالغ حكمته – سبحانه وتعالى– (?) .
... قال كاتب هذه الأسطر – ستره الله في الدنيا والآخرة –: أبرز ما يظهر لي من التحقيقات المرضية في بطلان مذهب متأخري الأشعرية أمران، فتدبرهما يا طالب العلم والعرفان:
الأول منهما: يلزم المؤول فيما صار إليه نظير ما يلزمه فيما فر منه تماماً، فإن فوضي العلم إلى الله – جل وعلا – بكيفية ما صار إليه في النهاية، نقول له: فوض العلم بكيفية ذلك إلى المتصف به من البداية، فتفويض العلم بكيفية الصفات إلى رب الأرض والسموات لابد منه، ولا مناص من القول به، والمؤول إذا لم يفوض فيما صار إليه وقع فيما فر منه، فالسعيد السعيد من فوض من البداية ولم يسلك طريق العماية (?) .
والثاني: لو سئل المؤول: هل تجزم بأن ما صرت إليه هو المراد – جل وعلا – من كلامه؟ لقال: لا، إنما رجت احتمالا ً على احتمال خشية الوقوع في تشبيه صفات ذي الجلال بغيره من المخلوقات.