.. ولا يخفى فساد هذه الطريقة وشناعتها، فأمر لا يجزم المؤول به، كيف يصير إليه في صفات ربه – جل جلاله – (?) .

... يضاف إلى تلك المفسدة الردية، أن في المصير إلى التأويل فتح لباب تأويلات أهل الإلحاد الباطنية، قال الإمام ابن تيمية – عليه رحمة رب البرية – وبهذا احتج الملاحدة كابن سينا وغيره على مثبتي المعاد، وقالوا: القول في نصوص المعاد كالقول في نصوص التشبيه والتجسيم وزعموا أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – لم يبين ما الأمر عليه في نفسه، لا في العلم بالله – تبارك وتعالى – ولا باليوم الآخر، فكان الذي استطالوا به على هؤلاء هو موافقتهم لهم على نفي الصفات، وإلا فلو آمنوا بالكتاب كله حق الإيمان لبطلت معارضتهم، ودحضت حجتهم، ولهذا كان ابن النفيس المتطبب الفاضل يقول: ليس إلا مذهبان: مذهب أهل الحديث، أو مذهب الفلاسفة (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015