(البر ما اطمئنت إليه النفس) وسكن (البر حسن الخلق والإثم ما حاك فى نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس) هذا حديث النواس ابن سمعان رضى الله عنه
والحديث إخوتى الكرام أيضا ورد معناه من حديث وابصة ابن معبد رضى الله عنه وأرضاه فى المسند وسنن الإمام الدارمى عندما جاء وابصة يسأل نبينا عليه الصلاة والسلام عن البر قال جئت تسأل عن البر (البر حسن الخلق والإثم ما حاك فى صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس وإن أفتاك الناس وأفتوك)
قال الحافظ ابن رجب فى جامع العلوم والحكم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا صفحة سبع وثلاثين ومائتين وقد ورد هذا المعنى أن الإثم ما حاك فى الصدر ما تردد فى الصدر فهو إثم من رواية أبى أُمامة الباهلى فى مسند الإمام أحمد وصحيح ابن حبان ومن رواية أبى ثعلبة الخُشَنى فى مسند الإمام أحمد كلاهما بسند جيد ومن رواية واسلة ابن الأصقع فى معجم الطبرانى الكبير لكن إسناد الحديث ضعيف ويشهد له ما تقدم ومن رواية أبى هريرة ومن رواية عبد الرحمن ابن معاوية وهو تابعى فحديثه مرسل كلها فيها أن الإثم ما حاك فى الصدر ما تردد فى الصدر فهو إثم فتركه من باب الورع لتكون من المتقين
نعم إخوتى الكرام ما اشتبه عليك دعه وهذا كما ثبت فى المسند والصحيحين والسنن الأربعة من رواية سيدنا النعمان ابن بشير رضى الله عنهما عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال
(الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مشتَبِهات لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات وقع فى الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يُواقِعه ألا لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله فى أرضه محارمه ألا وإن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب)
كنت تكلمت إخوتى الكرام فى مواعظ سابقة وقلت هذا الحديث هو أحد أحاديث ثلاثة تدور عليها أحاديث النبى عليه الصلاة والسلام بل دين الحرام على التمام