إخوتى الكرام الإنسان ما له مصلحة فى خروجه من بيته من الورع أن يجلس فى البيت يعنى هذا معتكف اعتكف فيه أما تريد أن تتمشى يمينا وشمالا التمشى مباح لكن قد يجر إلى رزايا ومنكرات لا سيما فى هذه الأوقات يعنى عندما يخرج تقع الإنسان عيناه على منكرات وما أكثرها فى جميع الجهات فلو جلست فى بيتك لصنت عينك عن ذلك هذا ورع حقيقة واضح هذا الإنسان يعنى يتورع ولا داعى أن يخرج إلا لمصلحة شرعية ما عدا هذا يعنى الناس تتجول يمينا وشمالا لمَ؟ فلا بد إذا من أن يترك الإنسان ما لا بأس به حذرا مما به بأس إذا خرج يجره هذا بعد ذلك إلى شوائب

روى الإمام ابن أبى الدنيا فى كتاب التقوى عن سيدنا أبى الدرداء رضى الله عنه موقوفا عليه من قوله قال تمام التقوى أن تتقى الله حتى تترك ما ترى أنه حلال خشية أن يكون حراما وقد علق البخارى فى صحيحه فى أول كتاب الإيمان فقال وقال ابن عمر رضى الله عنهما

(لا يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك فى الصدر) ما ترددت فيه هل يعنى يجر إلى محذور أو هو مسموح به اتركه واسترح

قال الإمام البخارى فى صحيحه وقال ابن عمر (لا بيلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك فى الصدر)

وهذا المعنى إخوتى الكرام الذى ذكره سيدنا عبد الله ابن عمر رضى الله عنهما الأثر إخوتى الكرام قال عنه الحافظ لم أجده موصولا بعد البحث والتفتيش يعنى أثر معلق لكن ما وجدت من وصله وما رأيت من خرَّجه هذا الحافظ يقوله رضى الله عنه وأرضاه فماذا يقول من بعده إنما يكفى أنه فى صحيح البخارى كما قلت معلق بصيغة الجزم عن سيدنا عبد الله ابن عمر رضى الله عنهما مقطوع بصحته لأنه مضاف إليه فهو فى صحيح البخارى فى كتاب إلتزم صاحبه الصحة لكن هذا الأثر قال الحافظ معناه ثبت فى أحاديث صحيحة

منها حديث النواس ابن عباس فى صحيح مسلم عندما قال نبينا عليه الصلاة والسلام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015