يقول أنا جالس عنده جاءه مستفتى يستفتيه فقال له أبا بصتار لشعبة ابن الحجاج رضى الله عنه وأرضاه ما تقول فى رجل ضُرب على أم رأسه ضربه ضارب على أم رأسه فزعم أن حاسة الشم فقدت منه وما بقى شمُ فماذا تقول ماذا عليه إنسان ضرب على رأسه فالمضروب قال هذه الضربة أفقدتنى حاسة الشم وإذا فقد حاسة الشم فيه دية كاملة كما لو يعنى فقد البصر كما لو فقد السمع لو فقد بصر عين واحدة نصف دية فلو فقد حاسة الشم كما لو قتله خطأ فيه دية كاملة ما تقول فيمن ضُرب على أم رأسه فزعم أنه فقد حاسة الشم فما الحكم؟ هل يُصدق ويأخذ الدية أو ما الحل فى هذه القضية فبدأ شعبة رضى الله عنه يتشاغل يمينا ويسارا ولعل السائل ينصرف وذاك يلح يقول أبا بصتام ما الجواب ماذا نعمل ما تقول ما الحكم فى هذه القضية إنسان ضرب على أم رأسه وقال فقدت حاسة الشم ما بقيت أشم شيئا لا الروائح الطيبة ولا المنتنة ولا أشم شيئا على الإطلاق كما لو فقد حاسة الذوق نسأل الله العافية كما لو فقد البصر ما عاد يرى شيئا وهنا ما عاد يشم شيئا يعنى لا يشم الدخان ولا الطيب ولا البخور ولا شيئا على الإطلاق
فقال له افته أنت قال يسألك وأفتيه أنا قال إن البلاء موكل بالمنطق ليتنى أنا ما تعرضت لك فى البداية أنا قلت لك إذا جاءت معضلة إلى من تلجأ فأنا لو ما سألت أحسن
هذا كما وقع للإمام الكسائى مع اليزيدى اجتمعا مع هارون الرشيد فتقدم الإمام الكسائى ليصلى فقرأ سورة الكافرون فأخطأ فيها فى صلاة المغرب فالتفت بعد انتهت الصلاة إليه اليزيدى وقال إمام البصرة الكسائى من أئمة البصرة أوليس كذلك كوفة إمام القراء فى الكوفة يخطأ فى سورة الكافرون
فسكت الكسائى وما أجابه ماذا يعمل أخطأ أخطأ, فلما حضرت صلاة العشاء قدم هارون الرشيد قال والله لأتقدم تقدم اليزيدى فتقدم اليزيدى فقرأ فأخطأ فى الفاتحة فلما سلم اليزيدى قال له الكسائى:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق