والشطر الثالث من الحديث (ولن تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق) هذا الجزء إخوتى الكرام من الحديث متواتر عن نبينا عليه الصلاة والسلام كما تقدم معنا بيان ذلك فى مواعظ الجمعة (من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين) وفى بعض روايات الحديث أيضا ويلهمه رشده (من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين ويلهمه رشده) إذا من علامة الخيرية فى العبد ان يوفق فى التفقه فى دين الله عز وجل وتقدم معنا يعنى الفارق بين الإنسان وبين الجمادات وبين بهيم الحيوان كما تقدم معنا هو العلم النافع الذى نتعلمه هذا هو الفارق بيننا وبين العجماوات فإذا فُقهت فى الدين حصل فيك معنى الإنسانية وحصلت فيك العبودية لرب البرية سبحانه وتعالى وقمت بالغاية التى من أجلها خُلقت (من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين)

ومفهوم الحديث أن الله إذا خذل العبد وغضب عليه يصرفه عن التفقه فى دين الله فيعيش جاهلا يعبد الله على حسب هواه أو لا يعبد مولاه وهو فى الحالتين على ضلال (من يرد الله به خيرا يفقهه فى الدين) والمفهوم المخالف من لم يُفقه فى الدين ما أراد الله به خيرا وخذله ووكله إلى نفسه

وهذا المفهوم إخوتى الكرام ورد به منطوق بسند صحيح فى مسند أبى يعلى كما فى الفتح فى الجزء الأول صفحة خمس وستين ومائة بسند صحيح عن سيدنا معاوية أيضا رضى الله عنه وأرضاه والحديث كما قلت فى مسند أبى يعلى عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال (ومن لم يبال به لم يفقهه فى الدين) (ومن لم يفقه فى الدين لم يبال به)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015