أ) رد تلك الصفات إلى صفتي القدرة والإرادة، فقالوا: إن تلك الصفات آثر من آثار القدرة والإرادة، وهذا شامل لسائر صفات الأفعال فيقولون في رد صفة الرحمة مثلاً إلى صفة الإرادة: إرادة الإحسان ويقولون في ردها إلى صفة القدرة: الإحسان نفسه لأن الإحسان فعل يتم بصفة القدرة، ويقولون في رد صفة الغضب إلى صفة الإرادة، إرادة العقوبة، ويقولون فر ردها إلى صفة القدرة، العقوبة نفسها، لأن العقوبة فعل يتم بصفة القدرة.

ب) التخيير بين التأويل والتغويض في بعض صفات الأفعال، وجميع الصفات الخبرية، ففي حال تأويل صفتي الرحمة والغضب يقولون ما تقدم، أو يقولون: هما صفتان ثابتتان للرحمن لا يعلم كيفيتهما إلا هو، وهكذا يقولون في صفة الوجه أيضاً، فإذا أولوا قالوا: إنه بمعنى الذات، وإذا فوضوا، قالوا: هو صفة لله – جل وعلا – لا يعلم كيفيتها إلى هو (?) .

بداية ملف توحيد 4

ونحن معشر أهل السنة المتبعون للحق المبين – لا ننازعهم فيما أثبتوه، إنما ننازعهم في تفريقهم بين ما أثبتوه من الصفات، وقالوا: إن الله – جل وعلا – متصف بها، ولا يعلم كيفيتها إلا هو، وبين باقي الصفات التي ردوها إلى بعض ما أثبتوه، أو أجازوا فيها التأويل أو التفويض وإنما نازعناهم فيما نازعناهم فيه، لأن الصفات كلها تتبع موصوفاً واحداً، والكلام فيها ينبغي أن يكون على وتيرة واحدة، فما يقال في صفة السمع والبصر والكلام يقال في صفة الرحمة والوجه واليدين، والتفريق بينهما في الكلام تفريق بين المتماثلين في الأحكام، وهذا مما ينبغي أن يتنزه عنه أولو النهى والأحلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015