الأصل الثاني: القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر:

... المقصود بهذا الأصل الرد على متأخري الأشعرية أصالة، ويمكن سحب هذا الأصل لتفنيد قول المعتزلة أيضاً، وإليك البيان:

... يتلخص قول متأخري الأشعرية في صفات رب البرية: أنهم يقسمون صفات الرحمن – جل وعلا – إلى أربعة أقسام:

1) نفسية: وهي الوجود فقط، ونسبت هذه الصفة للنفس أي الذات لأن الذات لا تتعقل إلا بها، فلا تتعقل نفسي إلا بوجودها، فالوجود صفة نفسية ثبوتية يدل الوصف بها على نفس الذات دون معنى زائد عليها.

2) سلبية: وهي سلوب تسلب عن الله – جل وعلا – ما لا يليق به من أضدادها.

3) صفات المعاني: وهي سبع: العلم، والحياة، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام، وهي معان ٍ وجودية قائمة بذات الله – جل وعلا –.

4) صفات معنوية: وهي نفس صفات المعاني فهما متلازمان وأفردت بالذكر لبيان وجوب قيام الصفة بالموصوف، فيقال في الصفات المعنوية: إذا كان متصفاً بالحياة والعلم والقدر والإرادة، والسمع والبصر والكلام، فهو: حي، عليم، قادر، مريد، سميع، بصير، متكلم.

... وقالوا: إن تلك الأقسام الأربعة بصفاتها العشرين، تجب لرب العالمين – تبارك وتعالى – وما عدا تلك الصفات فتدور بين أمرين، ولا تخرج عن قسمين:

القسم الأول: إما أن تكون من صفات الأفعال: كالخلق والرزق، والإماتة، والإحياء، وبسط الرزق وقدره ورحمته وغضبه وغير ذلك من أفعاله التي يصف بها ربنا – جل وعلا – نفسه المقدسة.

القسم الثاني: وإما أن تكون من الصفات الخبرية: كصفة الوجه، واليدين، وغير ذلك مما ورد به السمع في وصف ربنا – جل جلاله – ولا يوجبه العقل.

وللمتأخرين من الأشعرية نحو هذين القسمين موقفان:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015