يا عبد الله ماذا جري هذا شرف لك، إذا كان أثر القلم في يدك أو في ثيابك وحقيقتا كان الطلبة في الزمن القديم قل أن تري طالب ليس أثر قلمه في ثيابه قل إلا في هذا الحين إلا به كما قلت صار حكمنا حكم العزارة، لا إله إلا الله، إنما الزعفران عطر العزارة ومداد الدوات عطر الرجال فيقال للعالم حِبر لأنه يكتب بالحبر باستمرار، ويقال له حَبر بالفتح من التحبير لأنه يحبر الكلام ينمقه يزينه يرتبه، وقال الراغب في المفردات، يقال له حَبر أيضا لما يبقي من أثر علومه فيه، تبقي له أثر العلوم التي تدل علي منزلته ولسان صدق له في هذه الأمة ويذكر، فإذا هذا " حَبر "، " حِبر "، لا إله إلا الله.
وهذا اللفظ إخوتي الكرام أطلق علي عدد من الصحابة الكرام منهم من تقدم معنا ذكره الذي أثني علي سيدنا عبد الله بن عباس وهو عبد الله بن مسعود الذي قال: نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس وقال الإمام بن كثير: فماذا يقول عبد الله بن مسعود لو عاش ست وثلاثين سنة التي عاشها عبد الله بن عباس بعده؟، عبد الله بن مسعود قيل عنه إنه حبر أيضاً.
ثبت هذا إخوتي الكرام كما ذكرت أيضا في دروس الفرائض في المسند وصحيح البخاري والحديث في السنن الأربعة إلا سنن النسائي ورواه الحاكم في المستدرك والبيه قي في السنن الكبرى والإمام الداراقطني في سننه وأبو داود الطياليسي في مسنده، والحديث رواه الإمام ابن الجارود في "المنتقي" عن هزيل بن شرحبيل، قال: سئل سيدنا أبو موسي الأشعري رضي الله عنه عن رجل مات وترك ابنة وابنة ابن وأخت، اخت شقيقة، ترك بنت وبنت ابن وأخت شقيقة، فقال أبو موسي رضي الله عنه: للبنت النصف وللأخت النصف وأتوا ابن مسعود فسيتابعونني، يعني اذهبوا إليه سيوافقني علي هذا القضاء، فذهبوا إلي سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم أجمعين فقالوا: هلك هالك عن بنت وبنت ابن وأخت شقيقة، فكيف توزع التركة؟