وعليه كما قلت في الرواية الثانية أمثل من الأولي إنه كائن هذا حبر هذه الأمة وفي الرواية المتقدمة من رواية سيدنا عبد الله ابن عمر رضي الله عنهم أجمعين حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهم أجمعين، وكيف ما كان حال الروايتين فتقدم معنا هذا ثابت من كلام الصحابة وكلام التابعين رضوان الله عليهم أجمعين علي التسليم بوجود ضعف وأن الرواية الأولي لا تتقوي بالثانية وأن الثانية كما قال الإمام الذهبي فيها نكارة وما أعلم وجه النكارة كما قلت مع أن سعدان ابن جعفر ثقة أمين كما قال أبو نعيم في الحلية، عندما روي الحديث ((وقال)) سعدان ابن جعفر ثقة أمين، قد انتهي.
فالحديث يثبت بنفسه إن لم يثبت لوجود كما قلت سعدان ابن جعفر وكوثر بن حكيم، فالآثار عن الصحابة الأبرار تشهد لمعناه فتقويه وترفعه والعلم عند الله جل وعلا، إذاً ترجمان القرآن وهو حبر هذه الأمة المباركة، لفظ الحبر قال بالكسر حِبر ويقال بالفتح حَبر، أما حِبر فيقال له حِبر نسبة إلي الحبر الذي يكتب به، فبما أن الحَبر لا يستغني عن الحِبر فيقال له حِبر نسبة يعني إلي الحبر الذي يكتب فيه باستمرار "حبر " لا إله إلا الله حبر، وتقدم معنا في بعض المواعظ قلت هذا الحبر في الحقيقة يعني من شيم الرجال، وإذا تلطخت أيديهم به وهكذا ثيابهم فلا لوم عليهم في ذلك إنما الزعفران عطر العزارة ومداد الدوات عطر الرجال إلا رجال هذا الزمان، فتراه كأنه أيضا بنت عزراء مخدرة، يعني يعتدي علي لحيته وينتفها وبعد ذلك يريد أن يضمخ نفسه بالطيب والليونة ولا يريد أن يكون في شيء من الخشونة ولا يريد أن يعني لو ظهرت نقطة سوداء من القلم في هديه أو في ثيابه يعني لأقام الدنيا وما أقعدها.