قال: والله لأقضين بها بقضاء رسول الله -عليه الصلاة والسلام - لقد ضللت إذاً " وما أنا من المهتدين " إذا لم أقضي بهذا القضاء الحق الأمين، للبنت النصف ولبنت الابن السدس تكملة للثلثين، وما بقي فهو للأخت، لأن الأخوات مع البنات عصبا عصبة مع الغير، فذهبوا إلي أبي موسي الأشعري وعرضوا عليه القضاء، قال: لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم.
أنظروا كلام الحافظ إخوتي الكرام في شرح هذا الحديث في الجزء الثاني عشر صفحة سبعة عشرة من فتح الباري " لا تسألوني ما دام هذا الحبر فيكم"، نعم كان أبو موسي الأشعري يجل سيدنا عبد الله بن مسعود كثيرا وهو القائل كما في المعرفة والتاريخ للإمام الفسوي في الجزء الثاني صفحة خمس وأربعين وخمس مائة "لمجلس كنت أجالس فيه عبد الله بن مسعود أوثق في نفسي من عمل سنة" طيب ((الآن)) هذا المجلس الذي هو سؤال عابر كما يقال، صحح لك الخطأ وبعد ذلك يعني كنت ستقضي بخطأ والأمة ستسير علي خطأ وأنظر لذاك يعني حقيقتا هذه هي صحبة العالم الفقيه المحقق المتقن "مجلس أجالسه فيه أوثق في نفسي وأضمن لي عند ربي من أن أعبد الله سنة كاملة".
هذا يقوله أبو موسي الأشعري في حق عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم وأرضاهم، إذاً هو ترجمان القرآن وهو أيضا حبر الأمة، لا إله إلا الله، وهو البحر يقال له البحر أيضا، لا إله إلا الله، ثبتت تسميته بذلك عن عدد من سلفنا منهم العبد الصالح مجاهد بن جبر كما في المستدرك والحلية وتاريخ بغداد للخطيب البغدادي عن مجاهد بن جبر قال: كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما..
(53:18)
كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يسمي بالبحر لكثرة علمه وعليه التسمية منه ومن غيره يعني يسمي بين الصحابة وبين المسلمين المتقدمين بالبحر لكثرة علمه، لا إله إلا الله، كان يسمي بالبحر لكثرة علمه.