والحديث قد نص على تصحيحه كما قلت الإمام ابن تيمية وقبله الإمام المنذري وبعدهم الإمام بن حجر عليهم رحمة الله ورضوانه، ليعلم من يقولون له أن لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة ليعلموا هذا الحديث والحديث الثاني ليعلموا أمنية النبي عليه الصلاة والسلام كيف كان يتمنى في حياته، هذا الأمر ليقر في نفوسنا هذه المعاني، ثبت في المسند والصحيحين، والحديث في سنن النسائي، ورواه الإمام مالك في الموطأ، وهو في أعلى درجات الصحة فهو في الصحيحين من رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [والذي نفسي بيده لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلاف سرية تغزو، ولوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل في المرة الرابعة] وورد في بعض الروايات [لا أجد ما أحملهم على ظهر] أي ليس عندي سعة لأحملهم على ظهر لجاهدوا معي ولا تطيبُ أنفسهم ليتخلفوا عني فإذا خرجت في كل سرية يصبح حرج على المسلمين، سيخرجون معي وليس عندي ما أحملهم، ومع ذلك تدرون كم غزوة خرجها النبي عليه الصلاة والسلام في ثمانِ سنين فقط وفي السنة الثانية فرض الجهاد وكم سرية أرسل؟ بلغ مجموع غزوات النبي عليه الصلاة والسلام اثنتين وثمانين 82 غزوة وسرية، شهد بنفسه الطيبة المباركة ستاً وعشرين 26 غزوة وتمنى أن يستشهد أو يقتل أربع مرات، وأرسل ستاً وخمسين 56 سرية ما كان فيها عليه الصلاة والسلام، المجموع اثنين وثمانين 82 ما بين غزوة وسرية ذهبت في زمن خير البرية لنشر الدعوة لتبليغ الإسلام ليخرج الناس من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، لإخراج الناس من عبادة العبيد إلى توحيد الله المجيد سبحانه، إنا لا نقاتل أحد لنستعلي عليه، وكل قتالٍ غير القتال الإسلامي كله من باب العلو والبغي والاستكبار في الأرض إلا القتال الإسلامي، نقاتلهم من أجل أن نخرجهم من الظلمات إلى النور، لا للاستعباد ولا حباً للسيطرة، ولا اشفئاً