أ) الصفات ثابتة كثبوت الذات، ولا يعقل وجود ذات متجردة عن الصفات، فالقول بنفي الصفات يلزم منه نفي الذات، ولذلك كان مآل قول المعطلة نفاة الصفات إلى مقالة الفلاسفة نفاة الخالق عن المخلوقات، وإمامهم في ذلك التعطيل فرعون العاتي الحقير وقد صرح بهذه الحقيقة من اطلع على حقيقة المذهبين، مذهب أهل السنة الكرام، ومذهب المعطلة اللئام، قال شيخ الإسلام: كان ابن النفيس المتطبب الفاضل – عليهم جميعاً رحمة الله تعالى – يقول: ليس إلا مذهبان، مذهب أهل الحديث، أو مذهب الفلاسفة (?) .
ب) تلك الصفات الثابتة لرب الأرض والسموات، لا تماثل صفاتنها ولا تشبهها، كما ذاته كذلك لا تماثل ذواتنا ولا تشبهها.
لا ذاتُه تُشْبهها الذواتُ ... ولا حكتْ صفاتهِ الصفاتُ
جـ) لا نعلم كيفية تلك الصفات التي يتصف بها رب البريات، كما أننا عاجزون عن معرفة الذات.