إذاً علماء حكام لا بد من وجود السياسة والحكمة عند هؤلاء ووهؤلاء، فالعلماء كما قلت يقررون دين الله ويدفعون الشبهة عنه وهؤلاء ينفذون أحكام الله، ويأخذون على أيدى المفسدين، يطرونهم على الحق أطراً، وإذا صلح هذان الصنفان صلح الناس، وإذا فسد هذان الصنفان فسد الناس وفسدت الحياة، وهذا الكلام مأثور عن سفيان الثورى حمه الله، كما فى حلية الأولياء فى الجزء السابع صفحة خمسة، وكان يقول هذا العبد الصالح: لله قراء وللشيطان قراء وصنفان إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء، وروى الأثر مرفوعاً إلى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم فى كتاب حلية الأولياء عن ابن عباس رضي الله عنهما وروى أيضاً فى كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغى فى روايته وحمله للحافظ بن عبد البر، وعن ابن عباس مرفوعاً إلى نبينا صلى الله عليه وسلم (صنفان من النس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس العلماء والأمراء) والحديث ضعيف مرفوعاً إلى نبينا صلى الله عليه وسلم.
لكن كما قلت لكم إنه ثابت من كلام سفيان، ومعناه صحيح فالحجة العلمية البرهانية النظرية لتأييد دين الله {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} السياسة فى الأحكام وفى تدبير شؤون الأمة وفى الحكم بينهم {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء} فى الحكم والسياسة الحكمية {نرفع درجات من نشاء} فى العلم والإرشاد والتبليغ والحجة والدعوة بالتى هى أحسن {نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم} {نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذى علم عليم} .