حدث فى السنة ما يشير الى هذا الوعد ففى مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم، وإذا ذكرت كما قلت أخوتى الكرام الحديث فى الصحيحين أو فى أحدهما فلا داعى أن نقول إنه صحيح لأن هذا مقطوع به فكونوا على علم بذلك، إذا لم يكن الحديث فى أحد الصحيحين نشير الى درجته إن شاء الله، فى صحيح مسلم والحديث فى المسند عن عياض بن شمار النجاشعى قال: قام فينا النبى صلى الله عليه وسلم خطيباً ذات يوم، فقال إن ربى أمرنى أن أعلمكم ما علمنى فى يومى هذا مما جهلتم، أى أعلمكم فى يومى هذاما جهلتموه وما علمنى ربى وأنزل على [كل مال نحلته عبداً فهو حلال] هذا حديث قدسى ولم يصرح النبى صلى الله عليه وسلم بإضافته الى ربه كأن يقول، قال الله تعالى: [كل مال نحلته عبداً فهو حلال] الله سخر لنا ما فى السماوات والأرض والناس هم الذين أحلوا وحرموا كما فعل المشركون عندما جعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً، فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركئنا، كما فعلوا بالوصيلة والسائبة والحام والبحيرة، الشرائه الشيطانية التى كانوا يشرعونها، إذاً الأصل فى الأشياء الحل، ولا يثبت التحريم إلا بنص، الأصل فى الأشياء الحل عندما يأكل الإنسان البندورة أيلزم أن يستدل على ذلك بنص جزئى فى حل البندورة، كلوا البندورة فإنها حلال، عندما يأكلها يقول: كيف تأكل، قل: سخر لكم ما فى السماوات والأرض، بين لنا ما حرم علينا وما سكت عنه فهو داخل فى دائرة الإباحة، الأصل فى الأشياء الإباحة والحل [كل مال نحلته عبد فهو حلال] أى يقول الله كما قلت، وإنى خلقت عبادى حنفاء كلهم على الإسلام وعلى الفطرة فاجتالتهم الشياطين عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بى ما لم ينزل به سلطانا.