وثبت مثل هذا لعامر بن صهيرة عندما طعنه جبار بن سلمة، فقال: فزت ورب الكعبة، فقال الطاعن: بأى شىء يفوز، يطعن ويضرب والدماء تخرج من بدنه وتسال على وجهه، يقول: فزت ورب الكعبة، ثم أسلم قاتل حرام، وأسلم قاتل عامر بن صهيرة جبار بن سلمة، عندما رجع الى عقله ورشده، ذاك يموت ويتحسر على حياته ولم يحصل بعد مماته إلا الشقاء، وهذا يموت ويقول: فزت ورب والكعبة، بإى شىء فاز، فقيل له: بعد هذه الحياة حياة أخرة هى الحيوان، وأما هذه ظلٌ زائل لابقاء له، فأمن واهتدى بعد أن قتل جبار بن سلمة، عامر بن صهيرة مولى وغلام ابى بكر رضي الله عنهم أجمعين، وهكذا المشرك التى قتل أيضاً حرام أيضاً أمن واهتدى بعد ذلك، فزت ورب الكعبة، فقيل للنبى صلى الله عليه وسلم فى ذلك: كيف تدخل على أم سليم، قال: قتل أخوها معى، كان يدخل إذاً من باب مواساتها.
وقد بوب الإمام البخارى عليه رحمه الله على هذا الحديث التالى باباً فى كتاب الجهاد، فقال: باب من جهز غازياً أو خلف غازياً فى أهله بخير، ثم أورد حديث، من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلف غازيا فى أهله بخير فقد غزا، ثم أورد هذا الحديث الذى فيه، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يدخل على امرأة من النساء إلا على أزواجه وعلى أم سليم، وفى الحديث كما ترون ما كان يدخل إلا على أم سليم، وتقدم معنا فى الصحيحين، كان يدخل على أم حرام بنت ملحان، فلذلك ذهب بعض العلماء، كما ذكر هذا الحافظ فى الفتح والحميدى وغيره، الى أنه ما كان يدخل على غير أم سليم، فدخولى على أم سليم، يعنى يقصد على أم سليم، وأما أم حرام بنت ملحان فكان يزورها بمقدار.