القول الثانى: نعم تتناوب لكن، لنكتة وحكمة وهى يلاحظ فى الحضر القريب عندما يعبر عنه بإسم الإشارة الموضوعة للبعيد يلاحظ بعد الرتبة والمنزلة والقدر، وننزل البعد الرتبى منزلة البعد الحسى الحقيقى.
القول الثالث: قول الرازى وهو أن كلاً من صيغ أسماء الإشارة موضوعة فى الأصل ليشار بها إلى قريب أو إلى بعيد فى أصل الوضع لكن الإستعمال خص إدخال الهاء على إسم الإشارة إذا كان قريباً ليشار به إلى قريب، وإدخال اللام على إسم الإشارة ليشار به إلى بعيد، هذا عرف الناس وإستعمالهم، أما فى الوضع اللغوى فالأمر ليس كذلك ... أظهر هذه الأقوال كما قلت وأوجهها أوسطها.
وكما تقدم معنا أمثلة للإشارة بإسم الإشارة لبعيد إلى قريب لنكتة لطيفة على القول التالى: سيأتى أيضاً إسم الإشارة الذى هو للقريب ويشار به إلى بعيد أيضاً لنكتة لطيفة، لا لمجرد التناوب والتعارض، ولا لأن كلاً من الصيغتين موضوعة ليشار بها إلى قريب أو بعيد كما يقول الرازى، إنما لنكتة (يشار بإسم الإشارة القريب للبعيد كما يشار بإسم الإشارة الذى هو للبعيد إلى قريب) .