إنتهينا الآن من رؤيا أطلعك الله عليها وكاشفك الله بها، لكن مايوم حارم؟ ما هو هذا السر؟ أنا ما أعلمه لإنما قال لى النبى صلى الله عليه وسلم: إذا لم يصدقك نور الدين، فقل: العلامة يوم حارم، قال: لما التقينى مع الفرنج فى تلك الموقعة إعتزلت عن العسكر وعفرت جبهتى فى التراب وقلت: يا رب إن الجند جندك، والبلاد بلادك، والعباد عبادك، ومن أنا بينهم؟ فأسألك أن تجبر خاطرهم وأن تعطيهم ما يليق بكرمك، أما أنا لا قيمة لى وشأن.. أنا لا شأن لى، من أنا؟ لكن هؤلاء عبادك وهذه بلادك فاجبرهم خاطرهم وأعطهم ما يليق بكرمك.. يقول: فغلب الله الفرنجة وكسرهم ونصرنا عليهم..هذا يوم حارم، هذا الدعاء الذى حصل هذا سر بينى وبين الله ما اطلع عليه أحد، والنبى صلى الله عليه وسلم فى الرؤية يقول لك: هذا السر، كلمة السر، هل يعلمك بهذا الأمر؟ إذاً هنا مكاشفة عن طريق الرؤية وهذا كرامة، وأى غضاضة وغرابة فى هذا.
يقول الإمام ابن تيمة عليه رحمه الله: الكرامة فى هذه الأمة كالمطر، وما نعرفه مما وقع عياناً فلا يحصى.. الكرامات فى هذه الأمة كالمطر..... فإذاً لا إشكال فى أن يقول ذلك العبد الصالح: إن فتح بيت المقدس يكون فى وقت كذا عن طريق خارق للعادة عن طرق كرامة يكرمه الله بذلك وهو على كل شىء قدير.... نعم ينبغى أن نفرق بين الكرامة وبين المخاريق والحيل، هذا لابد من التفريق بينه وبين الكرامات.، فإنسان يعمل لنا مخاريق وشعوذة ويدجل ويلبس..هذا ليس بكرامة، ولعل الله يمد فى الحياة لأتكلم على خوارق العادات وعلى ما فيها من عظات.، فما كان يجرى من الحلاج الحسين ابن منصور الذى قتل على الزندقة سنة 311 خوارق للعادات لكن كلها مخاريق!!!