أنظروا الى هذه القصة التى أوردها الإمام الذهبى عليه رحمه الله فى سير أعلام النبلاء فى الجزء العشرين فى ترجمته صفة 531.، " حاصل هذه القصة أن الفرنج النصارى لما حاصروا دمياط، فى عهد نور الدين الشهيد بقى عشرين يوماً لا يأكل شيئا إنما يقتصر على الماء حتى تغير من ضعفه وهو مدمن اللجؤ الى ربه فرأى إمام الجيش الذى يصلى بهم الصلاة النبى عليه الصلاة والسلام فى الرؤية وقال له: بشر نور الدين بأن الفرنج سيغلبون ويخذلون ويولون وأنه سيحصل النصر والتمكين لنور الدين ... وقال النبى صلى الله عليه وسلم هذا لإمام الصلاة بعد أن شكى إمام الصلاة حال المسلمين للنبى صلى الله عليه وسلم كما قلت فى النوم، وقال: بلغ الأمر بهذا الإمام أمير نور الدين الشهيد أنه عشرين يوماً ما ذاق طعاما واقتصر على الماء، قال: بشره، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخشى ألاّ يصدقنى، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: قل له علامة صدقى يوم حارم.... هذا سر يعرفه نور الدين الشهيد، يقول: فلما صليت الفجر جئت الى نور الدين الشهيد عليه جميعاً رحمه الله فهبت أن أكلمه وكان له هيبة عظيمة، فقال: ما لك تخبرنى أو أخبرك، قلت: أخبرنى ما عندك، قال: رأيت النبى صلى الله عليه وسلم فى النوم وأخبرك بكذا وكذا ... إذ هذا الإمام الصالح رأى النبى صلى الله عليه وسلم أيضاً.، وهنيئاً لتلك الرعية بذلك الإمام، ثم قال إمام الصلاة لهذا القائد البطل المغوار: أريد أن تخبرنى عن سر يوم حارم..