جواب آخر ذكره الألوسى وهو فى تعليل هذا القول كيف يعنى تكون هذه الآية مدنية يقول الصلاة التى هى على الكيفية الثابتة الآن والزكاة ذات النصب المعروفة فى الأزرع والثمار والنقدين هذا ما حصل إلا فى المدينة فمن قال: {الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون} هذه مدنية لأن فرضية الزكاة والصلاة فى المدينة والقرن الجمع بينهما فى المدينة يقصد الفرضية بالصورة النهائية التى نحن عليها الآن واستقر عليها الأمر وهكذا الزكاة الشرعية التى استقر عليها الأمر ولا شك أن هذا ما حصل إلا فى المدينة المنورة وقد ثبت فى صحيح البخارى عن أمنا عائشة رضي الله عنها قالت فرض الله الصلاة ركعتين ركعتين فى الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيدت لصلاة الحضر الحديث فى صحيح البخارى وهو فى الجزء الأول صفحة خمس وستين وأربعمائة بشرح الحافظ ابن حجر فى الفتح قال الحافظ فى الفتح الصلاة فرضت على ثلاثة مراحل.