إخوتى الكرام: وآية الروح التى ورد هنا أنها نزلت فى مكة اختلف أئمتنا عليهم رحمة الله فيها هل هى مكية أو مدنية أو تكرر نزولها وهو الراجح فثبت فى الصحيحين والحديث فى المسند وسنن الترمذى عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال كنت أمشى مع النبى عليه الصلاة والسلام فى بعض شوارع المدينة وهو يتوكأ على عسيب عود من النخل فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه قال بعضهم لا تسألوه لا يجيئكم بشىء تكرهونه فقام بعضهم إلى النبى عليه الصلاة والسلام وقالوا يا محمد عليه صلوات الله وسلامه جدثنا عن الروح يقول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فأطرق النبى صلى الله عليه وسلم كأنه يوحى إليه ثم رفع رأسه وتلا قول الله: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} وهذا يشعر كما ترون فى ظاهر ألفاظه بأن آية الإسراء نزلت فى المدينة وهو خلاف ما تقدم معنا من الآثار عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن عطاء ابن يسار أن اليهود جاءوا إلى النبى عليه الصلاة والسلام وقالوا نزل عليك فى مكة {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} عنيتنا وعنيت قومك قال كلا عنيت فهنا إذن يشير إلى أن هذه الآية مدنية نزلت فى المدينة فيقول كنت أمشى مع النبى عليه الصلاة والسلام فى شوارع المدينة وقام إليه بعض اليهود وعبد الله ابن مسعود ضبط تفاصيل القصة فيقول يتوكأ على عسيب ثم قال أطرق كأنه يوحى إليه ثم رفع رأسه وتلا الآية.