إخوتى الكرام: وهذه الآية قال الله ما يشبهها وما يماثلها فى آخر سورة الكهف {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} وهل آية الكهف أبلغ فى الدلالة والتعبير عن علم الله من سورة لقمان أو آية لقمان التى هى سبعة أبحر أبلغ فى الدلالة والتعبير عن علم الرحمن جل وعلا سيأتينا هذا إن شاء الله عند دراسة آية لقمان {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله} وأذكر هناك قولين للمفسرين وأرجح بعون الله الكريم آية الكهف للدلالة على سعة علم الله على آية لقمان وأن فيها من الدلالة ما ليس فى آية لقمان لأن المعنى المعتمد لآية الكهف: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله} [ومثله ومثله ومثله ومثله إلى ما لا نهاية له لا سبع ولا سبعين ولاسبعمائة ولا سبعة آلاف] فالدلالة التى فى سورة الكهف أبلغ فى التعبير عن علم الله جل وعلا من الدلالة التى فى سورة لقمان فإذن ما أوتيتم من التوراة هى فى جنب علم الله قليل فهذه الآية على هذا القول نزلت فى المدينة.