والحديث الثالث: الذى ذكره الإمام البخارى فى صحيحه مدللا على الجواز حديث أمنا عائشة رضي الله عنها قالت كان النبى عليه الصلاة والسلام فى بيته فسمع قارئا يقرأ فى الليل فى المسجد فقال يرحمه الله لقد أذكرنى كذا وكذا آية من سورة كذا كنت أسقطهن كنت أسقطهن يرحمه الله لقد أذكرنى كذا وكذا آية من سورة كذا ولم يقل من السورة التى يذكر فيها كذا النحل أو غيرها كنت أسقطهن وهذا الإسقاط وهذا النسيان لا مانع منه ولا مانع من طروئه على النبى عليه الصلاة والسلام لأنه ليس بمثابة انمحاء الشىء من ذهن الإنسان وذاكرته وضياعه من قلبه إنما هو بمثابة غيبوبة الذهن عنه فإذا سمعه تذكره فلا حرج فى ذلك على الإطلاق وفى هذا الوقت غابت عنه هذه الآيات فسمع هذا القارىء يقرأ فقد أذكره هذه الآيات التى غابت عنه فترة وجيزة ولا حرج فى ذلك على الإطلاق.
الشاهد: إذن من سورة كذا كنت أسقطهن هذه الآيات ولم يقل من السورة التى يذكر فيها كذا.
وخلاصة القول: لا مانع أن يقول الإنسان سورة لقمان ولو قال السورة التى يذكر فيها لقمان وهكذا سائر سور القرآن لكان أحسن وأكمل كما قال الحافظ ابن كثير وابن حجر عليم جميعا رحمة الله ولو أخذ بالجواز فلا حرج عليه ولذلك قال الإمام النووى فى كتابه الأذكار صفحة اثنتين وتسعين وفى كتابه التبيات فى آداب حملة القرآن صفحة تسع وثمانين الأحاديث والآثار فى ذلك عن السلف أكثر من أن تحصر لأنه يجوز أن نقول سورة لقمان سورة البقرة سورة النساء وهكذا سائر سور القرآن.
هذا المعلم الأول الذى ينبغى لدارس القرآن وسور القرآن أن يبينه سورة لقمان.
المعلم الثانى: لبيان كما قلت شخصية السورة وبما تتميز به عن غيرها أين نزلت سورة لقمان.