والحكمة الثالثة: للإشارة إلى إعجاز القرآن والإشارة إلى القدر المعجز من القرآن عندما قال الله جل وعلا {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله} هذه السورة لا بد لها من ضابط ولا بد لها من تحديد ما هى أقلها ثلاث آيات وهو سورة الكوثر فلا يستطيع العباد أن يأتوا بثلاث آيات فى فصاحة آيات القرآن وبلاغتها فلا بد إذن من تحديد القدر المعجز وهذا يكون كما قلت بجعل القرآن سورا متعددة فإذن عندما طلب الله منهم أن يأتوا بسورة من مثل هذا القرآن إن كانوا يشكون فى أن هذا القرآن من عند الرحمن وتحققوا هذا الإعجاز بأقصر سوره وهى سورة الكوثر.
إذن هذا التسوير سورة لقمان سورة الناس سورة الفلق وهكذا هذا التسوير وجعل القرآن سور له حكم كثيرة أبرزها هذه الأحكام الثلاثة لتيسير مدارسته وتشويق العباد إلى ذلك للدلالة على موضوع السورة.
ولذلك عندنا سورة لقمان لو أراد أن يتعرف على أخبار هذا العبد الصالح مباشرة تقول له افتح على سورة لقمان ولو لم يكن هناك سورة محددة حقيقة الأمر فيه صعوبة فى أى مكان سيبحث فى المصحف فلا بد من أن يحيط به وأن يكون على علم بجميع آياته على وجه التركيز أما هنا الأمر يسير سورة لقمان ترى فيها أخبار هذا العبد الصالح والأمر الثالث كما قلت وهو معتبر جدا للإشارة إلى المقدار المعجز من هذا القرآن وهو ثلاث آيات بأن أقل سورة هى ثلاث آيات فالإعجاز يتأتى ويحسم بهذا.
إخوتى الكرام: والله جل وعلا عندما سور هذا القرآن خالف ما اعتاد عليه العرب فى دواوينهم جملة تفصيلا ليتميز هذا القرآن عن غيره من الكتب الأرضية الوضعية مهما كان شأنها.