أما أن تنزل الأوامر والنواهى وليس فى الإمكان تطبيقها فى أول الأمر لا على أنفسهم ولا على مجتمعهم فهذا بعيد من الحكمة فطريقة التفكير أيضا تغيرت لا يلزمهم فى ذلك الوقت كان الوحى ينزل على نبينا صلى الله عليه وسلم به فيتدارسونه ويفهمونه ويعملون به هم عباد والله جل وعلا ربهم إذن ينبغى أن يطيعوه وأن يفردوه بالعبادة وأن يخلعوا عبادة ما دونه هذا ينبغى أن تأسس عليه القلوب فى العصر الأول فهذا الدين دين الأمة ليس بدين فردى إذن ينبغى أن يبنى الدين فى الجماعة وأن تقوم الجماعة على الدين وهذا الذى حصل فى العصر المكى.
ثبت فى المستدرك فى الجزء الأول فى صفحة خمس وثلاثين بسند صحيح على شرط الشيخين أقره عليه الذهبى والإمام العراقى فى تخريج أحاديث الإحياء ذكر أن الحديث صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن بنيت القلوب على علام الغيوب وما نزل قرآن كثير ليعملوا به فى المستقبل وكانت السورة تنزل على النبى عليه الصلاة والسلام فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغى أن يوقف عندها كما تتعلمون أنتم القرآن نحن رسخ الإيمان فى قلوبنا فعندما تنزل السورة نتعلم ماذا يريد الله منا بهذه السورة فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغى أن يوقف عندها كما تتعلمون أنتم القرآن ولقد رأيت رجالا بعد أن لنتشر الإسلام وتوسع يؤتى أحدهم القرآن فيقرأه من فاتحته إلى خاتمته لا يدرى أمره ولازجره ولاما ينبغى أن يوقف عنده ينثره نثر الدقل أى ردىء التمر، فالله جل وعلا غير تفكير الناس فى مكة وغير طريقة التفكير.
إخوتى الكرام: يقول كثير من عتاة هذا العصر فى هذا الوقت من شياطين الإنس ماذا عندكم فى دينكم من حلول لهذه البنوك وماذا عندكم من حلول لمشاكل الناس كأنهم آمنوا بالله جل وعلا ودانوا له بالعبودية وعبدوه حقا وما بقى عندهم فى الحياة إلا مشكلة البنوك لتزال وتحل أو المشاكل الإقتصادية.