فإذن لابد من غرس هذه الأمور فى قلوب الناس أن يكون الحلال والحرام رضوان الله وسخطه وغضبه مقياسا لأعمالهم ولأفعالهم فى هذه الحياة.

قلنا والشريعة الإسلامية وما نزل من قرآن فى مكة عن طريق تلك الأمور أزال العقدة الكبرى عند الإنسان فأخبره بمن أوجده ولما وجد وإلى أى شىء سيصير ولذلك عندما وعى المسلمون هذه المعانى قلنا أقبلوا على كتاب الله جل وعلا وعلى شريعته المطهرة فكانوا يتلونه ويحفظونه ويفهمونه ويعملون بما فيه ويحترسون من خصال الجاهلية كما تقدم معنا فى أول درس عند أحوال الصحابة الكرام وأثر القرآن فيهم.

إخوتى الكرام: فتغيرت أفكار الناس كانوا يبحثون عن دريهمات وعن متاع زائل فبدأوا يبحثون عن رضوان الله جل وعلا فطهر القلب فاستقامت بعد ذلك سائر الجوارح هذا التفكير كما تغير طريقة التفكير غيرها الله فى العصر المكى فالقرآن ما نزل جملة واحدة إنما نزل كما قلت شىء منه فى أول الأمر فيه ذكر الجنة والنار وربط القلوب بعلام الغيوب ثم بعد ذلك نزل الحلال والحرام طريقة التفكير تغيرت ليس من الحكمة أن تنزل آيات ومعلومات كثيرة ليطبقها الناس بعد عشر سنين لا فهذا ليس بكتاب ثقافة ولا ترف فكرى إنما هذه عقيدة وهذا منهاج حياة ينبغى أن يبنى هذا الدين فى الجماعة وينبغى أن تقوم الجماعة بهذا الدين ولذلك كان يأخذ الله جل وعلا بأيدى المؤمنين فى العصر المكى رويدا رويدا ليأسس الإيمان فى قلوبهم حتى إذا أمروا بأمر أو نهوا عن شىء بعد ذلك يستجيبون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015