إن مجاراة هؤلاء فى البحث فى هذه الأمور سفاهة خروج عن الطريق المستقيم أنت قبل أن تبحث فى الأمور الاقتصادية وفى مشاكل الإنسانية فى هذا الوقت هل أحكمت أصل الأصول لا إله إلا الله محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وأنت عبد له ينبغى أن تفرده بالعبادة حسبما جاء عنده إذا كان هذا فى دينك وهو مسلم الحلول يسيرة وهى بين أيدينا لكن إذا ضيعت هذا وفرطت فى الواضحات الجليات ثم جئت لتلبس الأمر على المؤمنين والمؤمنات ماذا عندكم من حلول لتشغل المسلمين عن الأمر الحقيقى الذى ينبغى أن يصرفوا أذهانهم وجهدهم إليه وهو تعبيد الخلق لخلقهم وأن يكون الدين كله لله وحده لا شريك له المشاكل الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية كلها تزول عندما يعلم الإنسان أنه عبد لله جل وعلا وأن الله جل وعلا له عليه حق الطاعة والعبادة فى جميع شئون حياته لكن إذا كان الإنسان على ربه ظهيرا ويظاهر الشيطان فى العداوة ثم يريد أن يجرنا بعد ذلك إلى بنيات الطريق ماذا عندكم من حلول فى أمور الاقتصاد أو فى مسائل الاجتماع نحن أعلى من نخوض معك فى هذه الطرق المعوجة لا بد من إحكام أصل الأصول وهو أنك عبد لخالق إن كنت تقر بهذا وأن شريعته ينبغى أن تحكم فى شؤون الحياة فالحلول سهلة يسيرة موجودة هى فى متناول أيدينا لكن إذا كنت تضيع هذا فكل حل بعد ذلك لن تأخذ به ولن ترضاه.
إذن كانوا يؤتون الإيمان قبل القرآن فإذا نزلت السورة تعلموا حلالها وحرامها كما يتعلم من بعدهم القرآن ثم ما الذى حصل؟ لما دخل فى الإسلام من لم يدرك العصر المكى صار يقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته لا يعرف أمره ولا زجره ولا ما ينبغى أن يوقف عنده ينثره نثر الدقل أى ردىء التمر.