إلى أى شىء سيؤول إليه أمرك؟ إلى الله ليحاسبك على ما قدمت لذلك يستريح المؤمن، غير المؤمن عندما يبحث من الذى أوجدنى يقول وجدت فلتة وصدفة لو عرضنا هذا على العجماوات وعلى أحطها دركة على الحمار لرفع رأسه ونهق أعظم نهيق استنكارا لهذا وجدت فلتة وصدفة لا لابد لهذا المخلوق من خالق فأنت فقير كما تقدم معنا فقير فى وجودك فقير فى بقائك لا تملك لنفسك نفعا ولا ضرا وجدت بغير اختيارك ستزول بغير اختيارك فى صورة بغير اختيارك إذن هذا الفقر إذن لا بد من أن يستند إلى إله غنى بعد ذلك أوجدك ويدبر أمرك وهو الله رب العالمين سبحانه وتعالى.
إذن هذه العقدة لا بد من أن تزال أزالها القرآن فى العهد المكى، انظر لانحطاط البشرية فى هذا العصر المتقدم المتطور الآسن الردى انظر يقول شاعر الإلحاد فى هذه الأيام:
أتيت لا أدرى من أين أتيت ... ورأيت قدامى طريقا فمشيت
من أين جئت لست أدرى ... ولما لست أدرى لست أدرى
من الذى أوجده لا يدرى ولما لا يدرى لا يدرى.
إذن بأى شىء ستسلى نفسك حقيقة والله الذى لا إله إلا هو لو لم يكن لهذا الكون إله سبحانه وتعالى إله خلقنا وكلفنا وسنؤول إليه والله الذى لاإله إلا هو لقتل العاقل نفسه واستراح من شناعة الدنيا ومن بلائها إذا لم يكن لهذا الكون إله ننعم بذكره فى هذه الحياة وسنؤول إليه لنتلذذ برضوانه والنظر إلى وجهه فى نعيم الجنات والله لاستعجل العاقل الموت فى هذه الحياة وكلما اكتمل عقله كلما سارع إلى نحر نفسه يعنى هى الحياة فقط كالبهيمة ما له إلا أن يعبأ ويفرغ يعبأ ويفرغ ثم بعد ذلك تنظر للحياة صعلوك لا يسوى حذاء باليا بدأ يعربد ويتمرد ويتنمرد ويقطع رقاب الصالحين المتقين ويعيث فى الأرض فسادا هذه حياة، كان بعض الصالحين يقول والله لولا يوم القيامة لكنت أطق أطق أى أنفجر أتمزق.