إذن الأفكار والمشاعر تغيرت كانت تدور حول شهوات حول ريالات حول لذائذ عاجلة صارت تدور بعد ذلك حول رضوان الله وتبتعد عن سخط الله وغضب الله يحركها الحلال والحرام حرام نبتعد عنه حلال نفعله وهذا مقياس وضابط سلوك الإنسان فى هذه الحياة حلال نفعله ففيه رضوان الله حرام نتركه ففيه سخط الله كون النفس تشتهيه أو لا تشتهيه تميل إليه أو لا تميل ليس هذا فى حسبان المؤمن على الإطلاق إذن غير الفكر والشعور أزال العقدة الكبرى المؤمن فى هذه الحياة يواجه أعظم مشكلة من أوجدنى لما وجدت إلى أى شىء سأصير ما الغاية من وجودى لابد من هذا هذه أعظم عقدة أعظم مشكلة تواجه الإنسان إذا أزالها بحل شرعى مقنع يقنع العقل ويطمئن القلب عاش الإنسان فى جنة عاجلة مع ما له من رضوان الله فى الدنيا ولآخرة وإلا فهو فى شقاء وبلاء.
من أوجدنى تقدم معنا فى القرآن المكى أن الله جل وعلا أخبرنا أنه رب الإنسان ورب كل شىء {خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة} فهو ربك ورب كل شىء لما وجدت {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله} ، إلى أى شىء ستؤول إليه وستصير إليه؟ ستصير إلى ربك جل وعلا إما فى جنات النعيم وإما فى عذاب مهين.
إذن هذه العقدة الكبرى أزيلت بأدلة فطرية لا تكلف فيها ولا مغالطة تدركها نساء البادية ويستوى فى فهمها من يحمل أعلى شهادة ومن كان أميا فى البادية يرعى الإبل قرر ربنا جل وعلا هذه الأدلة فجعل القلوب فى بهجة ونور.
من أوجدك؟ الذى أوجد كل شىء.
لما؟ لتقوم بوظيفة فى هذه الحياة {وما خلفت الجن والإنس إلا ليعبدون} ، {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} .