العبرة الثالثة والحكمة الثالثة: التى تتعلق بموضوع السور المكية من ذكر القصص فى السور المكية أن فى ذكر القصة فى القرآن المكى إشارة إلى حتمية تاريخية دينية وسنة اجتماعية مطردة تشبه اطراد سنن الله الكونية فى الآفاق وفى الأنفس لكن تلك سنن كما قلنا كونية هذا ذكر وتلك أنثى وليل يأتى يتبعه نهار شمس وقمر وهذا مطرد {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} القصة تشير إلى سنة من سنن الله الكونية كما أن تلك كما قلنا سنن اجتماعية كونية فى الآفاق والأنفس ما هى؟
هذه السنة الدينية هى أن الله سيؤيد الحق وينصر أهله وسيخذل الباطل ويمحق أهله هذا لا بد فالله عندما كان يذكر على المسلمين فى مكة أخبار المتقدمين إذن فى ذلك تبشير لهم أن دولتهم عما قريب ستقوم على أركان متينة لكن لابد من الصبر والمصابرة {ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} .
يقول الله جل وعلا: {فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} .
{لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا} .
{وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} .
{ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون} .
فإذن ينبغى أن يعتبر هؤلاء بالقصص الذى ذكر فى مكة {لقد كان لسبأ فى مسكنهم آية} كيف عاقبهم الله جل وعلا عندما عتوا وبغوا واستكبروا وانحرفوا عن شرع الله.