ثم انتقل إلى بقية الآيات خمس عشرة آية جميع أحكام التوراة فى هذه الآيات جمعها الله فى القرآن المكى وسورة الأسراء مكية والتوراة امتازت بذكر الأحكام بخلاف الإنجيل فالإنجيل كان فيه المواعظ وترقيق القلوب وهى تكمل ما فى التوراة فنبى الله عيسى على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه يرجع إلى التوراة والمواعظ فى الإنجيل أحكام التوراة جمعها الله لهذه الأمة فى خمس عشرة آية من سورة الإسراء {لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا * وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} .
ثم انتقل إلى بقية الخصال فى النهى عن قتل الأولاد وعن الزنا وعن التطفيف فى الكيل والميزان إلى غير ذلك من الخصال الحسان التى كما قلت لا يتصور فيها نسخ قتل النفس {ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق} فلا يتصور في هذا نسخ أمهات الفضائل والأخلاق ذكرت فى القرآن المكى.
الأمر الثالث: الذى ذكر فى القرآن المكى وعنى به القرآن المكى بكثرة القصص والإشارة إلى أحوال الأمم السابقة لأن القصص فى الحقيقة هو يقرر الأمرين المتقدمين والثانى فرع عن الأول فإذا طهرت القلوب وأفردت علام الغيوب بالعبادة ينبغى بعد ذلك أن تأمر بكل فضيلة وأن تبتعد عن كل رذيلة لأجل تقرير هذين المعنيين ذكر الله القصص ما جرى للأمم السابقة للإشارة إلى أن تلك الأمم أمروا بعبادة الله كما أمرنا وبهذه الأخلاق الكريمة كما أمرنا فكانت النتيجة أن من أعرض عن شريعة الله شقى فى الدنيا وما له من العذاب بعد موته أكبر وأفظع القصص وهنا ذكر الله فى هذه السورة المكية شأنا من القصص فيما يتعلق بالعبد الصالح لقمان {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله} .