وفائدة القصص سيأتينا الكلام عليها إن شاء الله على وجه التفصيل بإسهاب عند قصة لقمان وأذكر الفوائد العشرة من مجىء القصة فى القرآن وأنواع القصة فى القرآن عند قصة العبد الصالح لقمان لكنى الان أشير إلى ثلاثة أمور تتعلق بموضوعنا فيما يتعلق بطبيعة القرآن المكى القصة أشارت إلى وحدة الأديان فالله جل وعلا أرسل رسله بدءا من نبى الله أبينا آدم وانتهاء وختاما بنبينا محمد على نبينا وعلى جميع الأنبياء صلوات الله وسلامه بأمر واحد {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وحدة الأديان هذه يستنبطها الإنسان من القصص وفى ذلك حكمة عظيمة وهى أن الثلة الطيبة فى مكة عندما تريد أن تؤمن ستكون معزولة غريبة عن أهل الأرض فالشرك خيم فى أرجاء المعمورة والظلام دامس والضلال منتشر الذى سيؤمن سيشعر بالغربة فالله جل وعلا سيسليه بذكر القصص فيقول له انتبه يا عبدى أنت ما تنتسب إلى شىء غريب أنت نسبك عريق عريق قديم قديم تنضم إلى قافلة عظيمة أول من ركبها أبوك آدم ثم أنبياء الله الذي جاءوا بعده والموحدون فأنت لست بمنقطع النسب وما أتيت بشىء محدث ولا مبتدع إنما هؤلاء الضالون هم الذين يسيرون فى بنيات الطريق وفى المتاهات والضلالات وأما أنت فعلى هدى وإذا كنت على هدى وتنتمى إلى نسب عريق شريف أصيل فلا يضيرك ولا يضرك بعد ذلك من عاداك ومن غمزك ومن آذاك ومن احتقر بك ومن استهزأ بك.