لذلك فالقرآن المكى كان يشير إلى هذه القضية ولذلك يقول ربنا جل وعلا فى سورة لقمان {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} هذا من أمهات الأخلاق ومن الأخلاق العالية الفاضلة لا يتصور أن تنسخ شريعة من الشرائع هذا الحكم فهذا أمر به المسلمون والناس بوصفهم عبادا لله من عهد أبينا آدم إلى نبينا محمد على نبينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه.
وهكذا يقول الله جل وعلا فى هذه السورة مخبرا عن وصية لقمان الحكيم لابنه الكريم يابنى أقم الصلاة ثم يقول وأمر بالمعروف هذه فضيلة هذه فضيلة ينبغى أن توجد فى جميع العصور وأمر بالمعروف وانه عن المنكر يحضه على خلق الصبر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ثم يحذره من الأخلاق الرذيلة الدنيئة ومن سفاسف الأمور {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور} كل عاقل بوصفه بشرا يقر بحسن هذه الوصية {واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} فهذا وجد فى القرآن المكى الإشارة إلى أمهات الأخلاق والفضائل.
ولذلك ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما فى تفسير الطبرى أنه قال جمع الله أحكام التوراة من أولها إلى آخرها فى خمس عشرة آية من سورة الإسراء أولها قول الله جل وعلا {لا تجعل مع الله إلها آخر فتقعد مذموما مخذولا *وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} .