صنف آخر يقابل هذا ومن الناس من يشترى لهو الحديث عندما انحرف عن صراط الله المستقيم وأقبل على لهو الحديث الذميم العقيم ذل وتاه وضاع لعقوبة أولى فى الدنيا والثانية {ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين} مع ضلاله وضياعه فى الدنيا له ما يهينه فى الآخرة والجزاء من جنس العمل فعندما أهان الحق أهانه الحق فى يوم القيامة {وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم} .
وهكذا آيات كثيرة فى هذه السورة عاد بعد ذلك إلى جزاء المؤمنين فقال {إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم *خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم} ثم جاء بعد ذلك إلى آخر السورة فقال: {يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور *إن الله عنده علم الساعة} إلى آخر الآية.
إذن هذا الأمر الأول من الأمرين فى بناء القلوب الإشارة إلى هذا الخالق سبحانه وتعالى وما يتصف به سبحانه وتعالى وجل شأنه رب العالمين خالق هذا الكون مالكه يتصرف فيه يتصف بكل كمال يتنزه عن كل نقصان ينبغى أن يفرد بالعبادة سنؤول إليه ليحاسبنا على أعمالنا هذا الركن الأول من الأمرين فى بناء القلوب.