يقول الله جل وعلا فى أوائل هذه السورة: {تلك آيات الكتاب الحكيم * هدى ورحمة للمحسنين * الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} فسيأولون إلى الله جل وعلا وليست المسألة تكليف وينتهى إلى ضياع وفوت وموت لا بعث بعده لا {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم} .

هذا سوء ظن برب العالمين إذا خلقنا من غير تكليف وإذا خلقنا وكلفنا ولم يبعثنا هذا سوء ظن بربنا فيسوء ظننا به ولا نقدره حق قدره إذا ظننا أننا خلقنا هملا وإننا لم نبعث بعد موتنا لنحاسب على أعمالنا {أيحسب الإنسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى} يترك سدى هملا من غير تكليف يترك سدى يموت فيفوت ولا يبعث أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا للعبث والتلهى بلا تكليف بلا أمر ونهى أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا تكلفون ولا تبعثون ولا تحاسبون كل من الأمرين يستحيل فى حكمة الحى القيوم سبحانه وتعالى فلم نخلق عبثا إذن رب عظيم خلقنا ويملكنا يتصف بكل كمال يتنزه عن كل نقصان ينبغى أن نفرده بالعبادة سنؤول إليه سبحانه وتعالى فإذا رجعنا إليه المؤمن له ثواب والجاحد له عقاب يقول جل وعلا {أولئك على هدى من ربهم} هؤلاء الذين هم بالآخرة هم يوقنون مع ما قاموا به من الأعمال الصالحات وأولئك هم المفلحون فى هذه الحياة على صراط وبينة فالضلال انتفى عنهم وهم على صراط الله المستقيم وهم يفوزون فى الآخرة بجنة النعيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015