أما الركن الثانى: فهو تعريف العباد بقدر نفوسهم كان القرآن المكى يضرب على هذا الوتر ويدور على هذا المحور باستمرار فى بيان وصف الرب جل وعلا وشأنه وفى بيان وصف هذا العبد وبيان حقيقته وما ينبغى أن يحصل من صلة بين الخالق والمخلوق وبين العبد والرب سبحانه وتعالى فأنت أيها الإنسان وما حولك وجميع ما فى هذا الكون مقصورون مقهورون مضطرون لما يريده الحى القيوم لا يملك واحد أن يخرج لنفسه خروجا عن هذا طرفة عين خرج إلى الدنيا من غير اختياره وسيخرج منها على غير اختياره وصار فى صورة شاءها الله على غير اختياره إذن عبوديتنا لربنا جل وعلا واقعة قصرا وجبرا.